مشكلات حياتية .. باب يومي يتم فيه إرسال سؤال والإجابة عليه .. لمشكلة من مشكلاتنا الحياتية ..
ولقد وردني من أحد الأصدقاء سؤال متعلق بمشكلة خاصة به حيث قال :
انا رجل أرمل من خمس سنين .. ولقد تركت لي زوجتي طفلة صغيرة بنوتة عندها دلوقتي 8 سنين .. أي كان عمرها 3 سنوات .. تحملت خلال الخمس سنوات ما لا يقدر علي تحمله رجل يربي ويراعي طفلة صغيرة ..
في أحد الأيام قابلت زميله ليا في العمل .. كانت في أجازة مفتوحة لزواجها .. وعادت للعمل لأنها طلقت بسبب انها لا تنجب .. لكن حلوة وبنت ناس وشكلها حنون وطيب ..
المهم عجبتني وقلت لنفسي .. وماله اتجوزها عشان تربي لي بنتي وتكون ام لها .. وأحقق لها حلم بتحلم بيه أي واحدة بالدنيا ..
وحقيقة .. كانت ماشيه كويس جدا وحنونه مع بنتي لأبعد الحدود .. إلي أن فاتت سنه ..
وبمجرد ما ربنا اراد وأكرمها بالحمل مني .. أصبحت تعامل بنتي بمنتهي السوء والقسوة .. كثيرة الخناق والعراك والضرب للبنت .. ولما أحاول أواجهها تقوللي وديها لخالاتها يربوها انا مش ملزمة إني أربي بنات غيري .. ومع مرور الوقت اتحولت لكائن بشع جدا صوته عالي وقاسي وعنيف ونكد طول الوقت ..
كلمتها بمنتهي الهدوء وقلت لها .. طيب يا بنت الناس مش ده اتفاقنا من الأول قبل ما نتزوج ..
ردت قالت علي اساس إني مش هخلف .. بس ربنا راد وهخلف يبقي ابني أولى باهتمامي ورعايتي .. وبنتك اللي هي المفروض أخته تروح لأهلها بقي هما أولي بيها .. يربوها
وانا حاليا بين نارين دلوقتي .. نار بنتي اليتيمة اللي روحي فيها .. وطفل لسه مجاش للدنيا مالهوش ذنب في كل اللي بيحصل .. وأنا بجد مش عارف اعمل ايه ؟
ومع الأسف .. هي عندها إصرار رهيب انها تولد وبنتي تكون مش موجودة في البيت ..
وبنتي دايما بتعيط .. وتقوللي نفسي العب مع النونه يا بابا .. والنبي يا بابا متودنيش عند حد انا عايزة اعيش هنا معاكم ومش هعمل شقاوة تاني .. ومش هضايق طنط خالص تاني ..
أنا قلبي بيتقطع عليها .. وحاسس إني ظلمتها و ظلمت نفسي .. فما هو الحل لذلك ؟
هل أطلقها لأحافظ علي بنتي وبالتالي يبقي سمحت ليها تسمم دماغ ابني منها بإني بكرهه ومش بحبه وتخلق العداوة بيني وبينه وبينه وبين أخته ؟ .. ولا أسيب بنتي لخالاتها يربوها وأنا أراعيها وأتابعها بالزيارة ؟
ياريت تفيدوني ..
الإجابة :
قبل أن أجيب علي السائل .. سأتلوا عليك حديث سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة .. وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ) ..
وسيدنا المسيح عيسي ابن مريم .. أمر بمراعاة اليتيم وأن بركة الرب تحيط من يرعاه ..
إذا فكفالة اليتيم أمر واجب في كل الأديان .. وهي فرض واجب علي من كان غريبا فما بالك بك أنت الأب ..
وسأقول لك أمرا .. ما هي ضماناتك أخي السائل لو تخليت عن ابنتك لأحد من أقارب الأم أن يتقي الله في مراعاتها وحمايتها .. وقد رأينا أمثلة كثيرة علي من يخلو بهذه الأمانة .. هذا من ناحية
من ناحية ثانية .. عندما تتخلي عن ابنتك فبهذا قد كتبت عليها اليتم من الجهتين أبا وأما .. وبالتالي حرمتها من كل سبل الحنان والأمان التي تبحث عنها كل فتاة ..
من ناحية ثالثة .. أتأمن أن لا تكرهك هذه البنت الصغيرة عندما تكبر ولا تكون بارة بك وتربي عندها عقدة تؤثر علي حياتها وبالتالي تكره أخاها أيضا وتحقد عليه وتتهمه بأنه من سلب منها حقها برعايتك ..
لذلك .. لك مني هذه النصيحة ..
أولا : اجعل الحوار بينك وبين زوجتك مبدئيا بالود والإقناع .. وحاول معها باللين تارة وبالشدة البسيطة تارة أخري لتقبل ابنتك ومراعاة الله فيها .. وهددها بتطليقها إن لم يعود لها رشدها ..
ثانيا : إن لم تقتنع وتردع .. فطبق حكم الله ورسوله عليها .. وآتي بشهود عليها كحكم من أهلها ومن أهلك وإعرض عليهم الأمر وأنظر بماذا يحكمون؟! .
ثالثا : لم ترضي بالحكم ولم تردع .. فها هي قد اختارت الطلاق وحافظ علي ابنتك .. فالطفل الصغير الذي لم يري الدنيا عندما يولد سيجد بجانبه أمه ترعاه ولن يكون وحده وعندما يكبر سيعي ويفهم الحقيقة ويعلم من الظالم ومن المظلوم .. أما ابنتك لو لم تطلقها ستكون وحدها لا أب ولا أم ..
وتذكر جيدا أنك راع وكل راع مسئول عن رعيته ..
وقانونا لك طرق كثيرة في الحفاظ علي ابنك وردع ظلم هذه المرأة .. قد تلجأ لها لو ضاقت بك السبل ..