
دمياط / رنا جيرة الله
لا تُغلق في مصر ملفات الفساد أبدًا، كلما حاولنا كشف فساداً في مؤسسة ما أو القبض على أحد الفاسدين حتى تبدأ مأساة أخرى ومعاناة جديدة، لا نعرف ألا يخافون العقاب أم أنهم استطاعوا نيل حماية ما لا نعلم مدى قوتها حتى يفلتوا من قبضة الشرطة، و يظلوا هاربين بلا نهاية، فلا تعود الحقوق لأصحابها، ولا يتم القبض على الفاسدين لأنهم ببساطة إما خارج البلاد بلا نية في العودة بالطبع، أو في مكان سري داخل مصر المحروسة، أما الناس فما بين السعي لنيل حقوقها عن طريق القضاء أو طلب العوض من الله تائهين.
لا أعرف من أين أبدأ الحكاية؟، أمن الماضي البعيد أم من الزمن القريب؟، من بداية صعود رجل أميّ لا يجيد القراءة والكتابة إلى مستريح دمياط الأول المرفوع ضده عدة قضايا بالنصب وشيكات بلا رصيد، و هارب حتى الآن في مكان مجهول يعتقده البعض أنه عند ابنه الذي يدرس الأكاديمية البحرية، فيما تنتشر أقاويل بأن علاقاته الممتدة هي التي تخفيه وتأمنه في مخبئه المجهول، إنني اكتب اليوم عن ( عبد الرؤوف. ح. هـ ) الشهير (بالقطب هـ)، أحد أشهر رجال الأعمال في قطاع الدواجن والأعلاف بالروضة ولديه مصنع لإنتاج العلف المحبب،بالإضافة لتجارة البناء والمقاولات والذي تم القبض على شقيقه ( محروس) في فبراير 2017 ولذلك قصة..
انتشر ميكروفون في بلدة الروضة يعلن للناس أن ( القطب. هـ) سيقوم برد الأموال التي أخذها منهم اليوم، فابتهج الناس وسارعوا لبيته الكبير، ووقف أمام بيته حشد كبير من الناس الذين أعطوا أموالهم في الخفاء ليستردوها في العلن، ومن أعطي ماله في الظلام خفية عن الجميع جاء ليأخذها في وضح النهار، إلا أن ( محروس ) شقيق القطب وشريكه في عمليات النصب خرج إليهم، وتم إطلاق النار، وجاءت الشرطة وتم القبض حينها على( محروس) وتم نشر الخبر في أشهر الجرائد حينها فيما توافد الآلاف على مباحث الأموال العامة لتقديم البلاغات ضده، ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، بعد أن خرج ( محروس ) بضمان محل الإقامة، ثم تمكن من الهرب والاختفاء دون أثر، فمن يتستر على القطب وشقيقه؟!.
بين أيديكم في هذا الملف صور من القضية المرفوعة على القطب من ( عباس. م)، الذى استطاع أن يسلب منه ومن شقيقه 325000 ج ( ثلاثمائة خمسة وعشرون ألف جنيه)، وانعقدت جلساتها منذ إبريل 2017م ، ومستمرة إلى الآن في انتظار الاستجواب في 26 من الشهر الجاري، بينما تسري تهديدات من رجال القطب وأعوانه الكبار للناس للقبول بربع مستحقاتهم والتنازل عن القضايا أو لا شئ، فيما قام البعض الآخر بالسكوت خوفا من بطش القطب وأعوانه وطلب العوض من الله، عسى أن يجود عليهم بكرمه أضعاف ما سلبه القطب بجبروته، رغم امتلاكهم لوصلات أمانة تثبت حقوقهم.
عندي حكايات عن طلاق وخراب بيوت وضياع تحويشة العمر عند ريان دمياط ( القطب. ه)، وفى الحلقة القادمة من هذا الملف كشف بأسماء المنصوب عليهم، وقصص وحكايات بلسان الناس، تابعونا، ولتبقي جريدة (الحدث) عينك على الحقيقة.