كتاب ومقالات

العنف ضد المرأة

سلسلة مقالية تكتبها : أسماء فكري السعيد علي

منذ أن بدأ الخلق والعمار في الأرض والعنف ضد المرأة يمارس بشكل معتاد دائما وله أشكال عدة ووسائل وأساليب مختلفة ومتعددة .. سواء كان عنفا لفظيا أو معنويا أو نفسيا أو مجتمعيا أو جسديا .. ولا زلنا بوقتها الحاضر يتم ممارسة هذا العنف بقسوة شديدة ومبالغة وصلت بالمرأة إلي كره الحياة أو تولد الكراهية والحقد بداخلها اتجاه المجتمع ومن حولها ..

وبالرغم من أن جميع الديانات السماوية توصي بحسن معاملة المرأة .. الأم و الأخت و الحبيبة و الزوجة و الإبنة وحتي المرأة الغريبة التي لا ترتبط مع الشخص بصلة قرابة تم الوصايا عليها أيضا ..
وفي شريعتنا الإسلامية ورد بالقرآن الكريم والسنة النبوية العديد والعديد من الأدلة التي تأمر الرجل بالإستوصاء بالنساء والمحافظة عليهم وعدم ممارسة العنف ضدهم ..
ففي القرآن الكريم وردت صورة كاملة بلغت ما يقرب من جزئين كاملين ( من نهاية الجزء الرابع حتي بداية الجزء السادس ) تحمل اسم ( سورة النساء ) .. والتي يتضح لنا عند قرائتها والتمعن في تفسير أياتها لعلمنا كيف هو مقدار الحفاظ علي النساء عند الله .. فالصورة الكريمة تناولت جميع الأحكام والحدود المتعلقة بالمرأة حتي لا يساء إليها ولا يمارس العنف ضدها .. ورد بها ما للمرأة من حقوق وواجبات وما عليها أيضا ..
وحرصا من الله للنساء نجده أنه يأمر ويتوعد في الآية رقم ( ١ ) في سورة النساء حيث قال تعالي :
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) .
وفي سورة الروم وتحديدا الآية رقم ( ٢١ ) قال تعالي : ( ومن أياته أن خلق من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة .. ) .. ففي الآية الكريمة أوصي الله بالمودة والرحمة بين الرجل والمرأة .

أما في السنة النبوية بالأحاديث النبوية كثيرة وجميعها تأمر بالإستوصاء بالنساء .. فالنبي الكريم قال ( أوصيكم بالنساء خيرا ) .. وقال ( صل الله عليه وسلم ) ( رفقا بالقوارير ) وغيرها من الأحاديث المنقولة والمتواترة ..

وبالرغم من أن في وقتنا الحالي يوجد العديد والعديد من الجمعيات والمجالس الحقوقية المهتمة والمدافعة عن المرأة إلا أنه مازال العنف ضد المرأة يمارس بشكل وحشي وهمجي .. وبالرغم من سن القوانين التي تناصر وتدافع عن حقوق المرأة وتعديلاتها التي تريح المرأة من مشكلات كان مجرد الحديث عنها كارثة إلا أنه مازال هناك عنفا وإنتهاكا لحقوق المرأة ..

وفي الآونة الأخيرة كان هناك إحصائيات لأرقام مخيفة تظهر لنا مدي تعرض المرأة لكافة أشكال العنف المختلفة وخاصة التحرش الجنسي سواء اللفظي أو الجسدي والذي لم يصبح قاصرا فقط علي الدول النامية ومجتمعات العالم الثالث بل إمتد للدول المتقدمة والأمير تطورا ورقيا ..

إذا العنف ضد المرأة مازال ولا يزال يمارس بوحشية ولكن ما هي أسبابه وأشكاله وصوره .. هذا ما سأتناوله في مقالاتي القادمة ..

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى