الصحة والمراة والجمال

الطفل مرآة الأسرة

القاهرة /أسماء فكري السعيد علي

الأطفال .. حلم كل رجل وامرأة منذ الإرتباط وتتويج الإرتباط بالزواج وحتي رؤية وسماع صوت أول طفل يرزقون به .. والأطفال الصغيرة هي كائنات رقيقة تجديها تنتشر داخل المنزل تنشر السعادة والفرح والمرح لأي أب وأم ..
فكم منا كان سعيدا وفي منتهي السعادة وهو يري طفله يلهو ويلعب أمامه .. منتظرا إياه عند باب المنزل ويقول له ( بابا فين الحاجة الحلوة بتاعتي ) .. سعادة الأم وابنتها الصغيرة تساعدها بالمطبخ أو بمعني أدق وهي بتعكعك لوحدها في طبق صغنون وتقول لها ( إيه رأيك ماما ) وتضحك بابتسامة كثيرون منا يدفعون أعمارهم للحصول عليها ..
فالطفل هو البراءة والضحكة والطيبة والنقاء والحنية وكل حاجة حلوة .. عجينة صغيرة يمكن تشكيلها علي حسب رغبة وحاجة الأسرة .. نعم حسب رغبتهم وأعلم أن الكثيرون سيتسائلون عن السبب في قولي ذاك ولهذا سأجيب عليهم في سطوري التالية ..

الأسرة هي المدرسة الأولي التي يتعامل معها الطفل منذ ولادته .. فمنذ أن تحمل به الأم وهو يكتسب جميع صفاته ويتشكل سلوكه الذي سيثبت معه علي مدي حياته .. والأسرة هنا أقصد بها الأم أولا والأب ثانيا والجد والجدة وباقي أفراد الأسرة ..

ولكنني أخص بكلامي هنا الأم والأب لأنهم هم الأقرب للتعامل مع الطفل والملازمين له في جميع الأوقات .. ليسوا زائرين كل فترة أو مقيمين مؤقتا بل إن الأب والأم هم المقيمين دائما مع الطفل .. وبالتالي هم من يزرعون داخل الطفل ما سوف يحصدونه مستقبلا .. ولذلك دائما ما نري أن الفتاة الصغيرة صورة كربونية تقليدية للأم .. تريد أن تلبس ملابسها وتضع مكياجها تلبس الحجاب كما تلبسه الأم حتي الحذاء الخاص بالأم تجد الفتاة ترتديه ولا تخشي الوقوع بسببه لأنه ذو كعب عالي .. أما الولد فهو النسخة من الأب .. كلامه وضحكته ومشيته حتي طريقة جلوسه ونومه ..
وبالتالي نجد أن الأب والأم والعلاقة بينهم وبين أبنائهم هي ما يعكسها هؤلاء الأبناء .. فالطفل السوي هو من كان تعامل الأبوين معه سويا أما لو إختلفت هذه الطريقة أصبح الطفل غير سوي علي الإطلاق ..

في الآونة الأخيرة لوحظ أن نمط سلوكيات الأطفال الأجيال الحديثة أصبح مختلف كثيرا عن أنماط وسلوكيات الأطفال في الأجيال السابقة .. وكان البحث والإستقساء لمعرفة أسباب تغير السلوك .. هل هو عيب في الجينات الوراثية أم طفرة أم شئ مكتسب ؟ ..

علماء النفس الإجتماعي توصلوا أن السبب الرئيسي وراء تغير سلوك وظهور أنماط سلوكية غريبة للأطفال سببها الأساسي والرئيسي هو صفات يتم إكتسابها من الأم والأب أو رد فعل طبيعي وتلقائي يتخذه الطفل كرد فعل علي العلاقة بين الأب والأم وعلاقتهم مع هذا الطفل ..

ومن هذه الأنماط التي أصبحت منتشرة بين الأطفال :

١ – الطفل الذي يكذب أثبت أنه ولابد وأن يكون أحد الأبوين يكذب .. وهذا مؤشر خطير جدا لأنه بالبديهي أن كلا الأبوين يعلم طفله عدم الكذب ويوجهه ويقول له الجملة الشهيرة ( اللي يكذب يروح النار ) ثم يفاجأ هذا الطفل بأحد الأبوين يكذب أو كلاهما معا وهنا يحدث صراع داخل هذا الطفل الصغير عن كيف لأبي وأمي يفعلون ما منعت منه فيبدأ في تجربة الكذب إلي أن يصبح أمر معتاد معه ولا يمكن تركه حتي لو كبر به العمر .

٢ – الطفل العدواني والعنيف،  وصور عدوان الطفل أو عنفه تكون ٣ صور :
منها .. العادي : وهذا يظهر مع الطفل العادي الذي يعيش في بيئة عادية و شقاوته دي طبيعية لصغر سنه .
المتوسط : وهذا النمط يظهر مع الطفل الذي يري بعض أفلام الرسوم المتحركة العنيفة والتي تحتوي علي مشاهد ضرب وعنف أو يقوم بلعب الألعاب العنيفة التي فيها قتل وضرب ودم وهنا يأتي دور الأبوين لمراقبة ومتابعة ما يشاهده ويلعبه هذا الطفل .

٣ – الطفل الإنطوائي : وهو الطفل الذي يهمله كل من الأبوين وينشغلوا بما هو غيره ولا يجد الطفل نفسه سوي العزلة عن من حوله مع ألعابه .. وكثيرا ما نجد هذا الطفل يقوم بإختيار دمية من لعبه هي التي تكون صديقته التي يتحدث ويلعب معها وينام بجانبها كبديل للأبوين .. وهذا مؤشر غاية في الخطورة يجب علي كل أم وأب الإنتباه له .

٤ – الطفل مفرط الحركة : وهو الطفل الذي لا يلعب معه الأب بل يعنفه دائما ولكي يذهبه يعطيه الموبايل الخاص بالأب ليشاهد ألعاب كلها حركة .

٥ – الطفل المختلط : وهذا الطفل تجده مزيجا بين الكذب والعدوانية وفرط الحركة والعنف والتبجح في الكلام والتمرد علي من حوله وعدم إحترام الكبير ولا يهتم لا للأم ولا للأب أو يهتم ويرتبط بأحدهم ولا يهتم بالأخر ..
وهذا الطفل جميع علماء النفس أكدوا أنه الطفل الذي دائما ما يري والديه يتشاجرون أو يصل الحال بينهم للسباب والضرب والعنف .. وقد يكون هذا الطفل لأبوين منفصلين ونتيجة للصراع بينهم يحدث تشتت لهذا الطفل ينتج عنه سلوكه .

وهناك أنماط أخري سنتناولها فيما بعد ..
ولكن .. خلاصة القول من جميع ماسبق أن أطفالنا هم مرآة تعكس أسلوب وشكل العلاقة بين الأبوين والطفل .. فكلما صحت هذه العلاقة كان أطفالنا يعيشون الحياة الطبيعية التي يجب أن يعيشوها ولذلك رسالتي لكل أب وكل أم راجعوا أنفسكم وعلاقتكم مع أطفالكم وتذكروا أن أفعالكم تنعكس عليهم وأنكم أنتم المسئولون عنهم وعن علاقتهم بالعالم المحيط بهم ..
فأحسنوا لأطفالكم لأنهم هم مرآة حياتكم ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى