دنيا ودينكتاب ومقالات

” الطريقة الخليلية الصوفية .. بين الكتاب والسنة المطهرة ” … بقلم الكاتب الدكتور ” محمد المنشاوى ” (1 – 3 )

” الطريقة الخليلية الصوفية ” …. بين الكتاب والسنة المطهرة ( 1- 3 )

يقلم الكاتب الدكتور / محمد المنشاوى 

((الحلقة الأولى ))

الطريقة الخليلية                        

يحتفل أتباع الطريقة الخليلية الصوفية بالزقازيق برعاية العارف بالله الشيخ صالح أبو خليل يوم الخميس القادم 13 يونيو بذكرى تأسيس هذه الطريقة على يد جده العارف بالله الحاج محمد أبو خليل الكبير .. وبهذه المناسبة ، سأقوم بكتابة سلسلة من المقالات الموجزة عن منهج وأسلوب أشياخ هذه الطريقة الصوفية التى تتسع رقعتها وأتباعها داخل مصر وخارجها ….

النشأة والتاريخ :

في العقد قبل الأخير من القرن التاسع عشر ظهر عارف بالله هو الحاج محمد أبو خليل رضى الله عنه ، وبالرغم من أنه كان أميا ، إلا انه كان يحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب ، فلم يتلق علما في جامعة أو مدرسة أو معهد ، ومع ذلك كان رضى عنه آية من آيات الله تعالى في ذاك العصر .. فكان الله يفيض عليه في جميع العلوم الدينية والعلوم وتلك المتصلة بالإنسان والكون والحياة .. بل كان يتحدث في الكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات والعلوم الاجتماعية والكونية كمتخصص بارع ، وكان يكشف للمتخصصين في هذه العلوم ما يستشكل عليهم فيها ، ناهيك عن علوم التفسير والحديث والتوحيد والفقه والأحكام والأدب والتاريخ والفلسفة ..

النشأة والتطور :

وبالرغم من أن الشيخ الحاج محمد ابوخليل مؤسس المدرسة الخليلية ، كان أميا لا يقرأ ولا يكتب الا أن احدا لم يلحظ عليه شيئا من الأمية ، بل كان مع العلماء عالما ، وللجهال معلما .. ينتسب رضى الله عنه الى سيد الشهداء الامام الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كما تنتمى والدته إلى أشراف عرب بنى سليم بسنورس بالفيوم التى تنتسب الى مولانا سيدنا الحسن سبط رسول الله (ص) .. ومن هذا النسب الطاهر ولد شيخنا الحاج محمد ابو خليل فى قرية القضابه بشمال الدلتا حيث قدر لوالده ان يرحل من شبرا بجوار القاهرة الى هذه القرية الواقعة على فرع رشيد ثم لم يمض طويلا حتى انتقل الى مدينة الزقازيق حيث استوطن أحد احيائها (كفر النحال ) المقر الحالى للمدرسة الخليلية وموطن العارف بالله الشيخ صالح أبو خليل وارث البيت المحمدى  ..

كانت طفولة الحاج محمد أبو خليل مؤسس الطريق الخليلى تبشر من البداية بكل الخير ، هدوء عجيب ملفت للأنظار وانصراف عن لهو الصبية وعبثهم ، وخلق كريم منحة من الله االوهاب .. طفل يصلى ويصوم فى السابعة من عمره .. متعلق بالمصطفى (ص) فى حب عميق حتى اشتهر بين القوم بهذه اللمحة ..

ورأى الحاج محمد ابو خليل رضى الله عنه نفسه على أول الطريق يلوذ باهل الطريق فيما لايخرج عن روح الشرع فسار فى موكبهم على درب الوصول ، مهتديا بالقرآن وسنة الرسول ( ص ) وآثار الصحابة والتابعين .. لينضم هذا الشاب الى الشيخ الشناوى يوسف أحد شيوخ الطريقة البيومية .. ثم اختاره الشيخ نقيبا للحضرة يطوف على اخوانه محييا ومشجعا فكانت لمدة ثلاث سنوات أخرى ، ثم تولى نيابة الطريق وامامة الحضرة ثلاثة سنوات أخرى ، انخرط بها فى المجلس ليصل الى مرحلة التخرج ، فقد قيدته الخلوة بنفسه وحب التفرغ للعبادة والذكر حتى رغب عن الناس وشغل عن لقاء اخوانه ، ليختلى الشاب محمد أبو خليل بنفسه فى خلوة ( الخلوة الصغرى ) ظهرت آثارها عليه حتى أدرك الشيخ الشناوى أن المنازل تساوت وأن التلميذ محمد أبو خليل وصل الى مرتبة الشيخ فهنأه قائلا : هنيت بما أعطيت ..

وانتقل الشيخ محمد أبوخليل من منزله الى مكان بعيد عن الناس يطوى جسمه فى حيز صغير ويطلق روحه فى عالم كبير ( الخلوة الكبرى ) – دامت خمس سنوات .. ثم وجد نفسه ينطلق من منزله بلا زاد ولا رفيق الى مقبرة “كفر النحال ” ليعيش بين قبورها لسنوت اخرى بعيدا عن معالم المادية ..

لينطلق الشيخ بعد ذلك فى سياحة لسنوات أخرى خارج مصر أخذته الى مكة فى جوار البيت الحرام ليعود بعد هذه السياحة الى دنيا الناس ولتتأسس المدرسة الخليلية لتربى الناس وتصوغهم الى رحاب الدين والعبادة الحقة ، الى ساحة القدس مسبحين ذاكرين ، فكم من مفكر أقر ، وكم من مارق عاد وانقاد ، وكم من مشكك أيقن ، وكم من متكبر تطامن ..تلك المدرسة الخليلية ..    

وهكذا كانت نشأة المدرسة الصوفية الخليلية في مدينة الزقازيق بمصر ، ومثلما كانت أحوال وكرامات الشيخ الحاج محمد أبو خليل ، كانت كرامات الشيخ أحمد الشافعي محمد أبو خليل رضى الله عنه الذي حمل راية الهداية إلى طريق الله في هذه المدرسة بعد محمد محمد أبو خليل ابن الشيخ الحاج محمد أبو خليل مؤسس الطريق..(إلى الحلقة القادمة))

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى